لبى السيد السفير الطيب الشودري رئيس النادي الدبلوماسي المغربي دعوة السيد إبراهيم ايت لمقدم رئيس المنتدى الدولي للتعاون المغربي الإفريقي للمشاركة في الملتقى الدولي الأول للمنتدى الذي نظم بمدينة فاس يوم السبت 12 يونيو 2021.
وقد شكل الملتقى قاعدة جديدة للانطلاق بالمنتدى وتنفيذ المهام المنوطة به، واستعرض حصيلة الأنشطة التي أنجزت والمزمع إقامتها خلال الفترة المقبلة. كما ناقش أرضية العمل باعتبارها حجر الأساس في عملية التأطير التنظيمي للمنتدى، الهادفة إلى تحقيق التعاون بين المغرب والدول الإفريقية في المجالات الشبابية، والنهوض بالحركة الشبابية العالمية وتطويرها.
وقد انتهز رئيس النادي في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة فرصة هذا اللقاء للتعريف بطبيعة عمل النادي، وأهدافه ومنجزاته منذ تأسيسه في بداية التسعينات من القرن الماضي، كما تحدث عن الأهداف التي تجمع النادي بالمنتدى في الدفاع عن الثوابت الدستورية، وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية للمملكة، وتعميق وتوسيع التعاون بين المغرب واشقائه الأفارقة. لرفع تحديات التنمية، واستتباب الأمن والسلام، واتباع الخيارات الاستراتيجية التي وضعها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله خلال زياراته المتعددة لدول القارة، من أجل تفعيل اتفاقيات الشراكة والتعاون المبرمة بين المغرب والدول الإفريقية الشقيقة والصديقة.
وأكد السيد السفير استعداد النادي لتقديم ما يتوفر عليه أعضاؤه من خبرة وتجارب، اكتسبوها بالممارسة الميدانية في الحقل الدبلوماسي عموما، ومن خلال علاقات المغرب التاريخية والسياسية والاقتصادية والروحية والثقافية التي نسجها في الماضي والحاضر مع أشقائه في القارة السمراء.
وقد تم بالمناسبة تكريم النادى الدبلوماسي المغربي في شخص رئيسه ،الى جانب عدة فعاليات شاركت في هذا الملتقى .
كلمة المشاركة في الملتقى الدولي الأول المنتدى الدولي للتعاون المغربي الإفريقي المنظم بفاس يوم السبت 12 يونيو 2021
بقلم السفير الطيب الشودري
رئيس النادي الدبلوماسي المغربي
يسعدني ويشرفني أن أشارك باسم النادي الدبلوماسي المغربي في الملتقى الدولي الأول للتعاون المغربي الإفريقي، تلبية لدعوة الأخ الكريم الأستاذ إبراهيم أيت لمقدم رئيس المنتدى، الذي أتقدم إليه وإلى الإخوة الأعضاء المنتسبين للمنتدى بالشكر الجزيل على إتاحتهم لي هذه الفرصة المباركة التي تؤرخ لأول ملتقى دولي للمنتدى، تحضره شخصيات وطنية وإفريقية وممثلون لهيئات دبلوماسية معتمدة في المغرب، والذي يمثل الانطلاقة الأولى للمنتدى في مجال تعميق وتوسيع التعاون المغربي الإفريقي في كافة المجالات، السياسية، والدبلوماسية، والاقتصادية، والثقافية والروحية.
قد يتساءل البعض عن المغزى من إشراك النادي الدبلوماسي المغربي في فعاليات هذا اللقاء، وما هي خطوط التقارب والتكامل بين المنتدى والنادي، ويسعدني بهذه المناسبة الطيبة أن أعرف بطبيعة عمل النادي وأهدافه والمنتسبين اليه.
يعود أول اجتماع لمؤسسي النادي الدبلوماسي المغربي إلى سنة 1990، ترأسه قيدوم الدبلوماسيين المغاربة بعد الاستقلال المرحوم الدكتور عبد الهادي التازي، السفير والمؤرخ صاحب كتاب” التاريخ الدبلوماسي للمغرب. من أقدم العصور الى اليوم”، الذي يعد موسوعة للدبلوماسية المغربية، الصادر في 12 مجلداً. حضر إلى جانب المغفور له ثلة من السفراء المغاربة الذين كونوا النواة الأولى للدبلوماسية المغربية بعد الاستقلال، نذكر من بينهم على سبيل المثال، المرحومون أحمد بنسودة، عبد الرحمن بادو، مولاي علي الصقلي، عبد الصادق الكلاوي وغيرهم، وآخرين ما يزالون يساهمون في نشاطات النادي أمثال، مولاي أحمد الادريسي، محمد توفيق القباج، عبد اللطيف ملين، والقائمة طويلة من سفراء صاحب الجلالة ورؤساء البعثات الدبلوماسية المغربية، الذين قدموا خدمات جليلة لهذا الوطن العزيز.
يشكل النادي مجالا للقاء والتشاور بين أعضاء الأسرة الدبلوماسية المغربية، وتنظيم المحاضرات والندوات والرحلات التثقيفية والترفيهية، والمساهمة في تكوين أطر وزارة الشؤون الخارجية لنقل التجارب والخبرات للأجيال الصاعدة من الدبلوماسيين، وربط الاتصال والتعاون والشراكة مع النوادي الدبلوماسية في الدول الشقيقة والصديقة، وتبادل الخبرات معها، وكذا مع جمعيات المجتمع المدني الوطنية والدولية.
تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى الكلمة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، التي وجهها إلى المشاركين في الندوة التي نظمها النادي بتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية بمناسبة الاحتفال السنوي باليوم الوطني للدبلوماسية المغربية يوم 28 أبريل سنة 2000، التي أصبحت لشموليتها وتوجيهاتها ميثاقا ونبراسا للدبلوماسيين المغاربة من مختلف الأجيال، حيث يقول فيها جلالته ” يطيب لنا أن نوجه إليكم رسالتنا السامية هاته، بمناسبة تخليد ذكرى اليوم الوطني للدبلوماسية المغربية الذي أضفينا عليه رعايتنا السامية، تعبيرا من جلالتنا عن الاهتمام البالغ والأهمية القصوى التي نوليها لدبلوماسيتنا، ولدورها في تحقيق ما نتوخاه لشعبنا من عزة وعلاء، وإشعاع ورخاء”.
وفي إطلالتي على القانون الأساسي لمنتداكم اكتشفت هويته الفكرية وأهدافه، والمجال الواسع لنشاطاتكم التي تشمل العمل الجمعوي، والإنساني، وتأطير الشباب في كافة المجالات والقطاعات في المدينة والبادية، وتسخير كل ذلك من أجل الدفاع عن الثوابت الدستورية وعلى رأسها الوحدة الترابية للمملكة، وتوسيع وتعميق التعاون بين المغرب وأشقائه الأفارقة، لرفع تحديات التنمية، واستباب الأمن والسلام، وتحقيق الرخاء في ربوع القارة السمراء، وتوطيد الخيارات الاستراتيجية التي وضعها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله خلال زياراته المتعددة لدول القارة لتفعيل اتفاقيات الشراكة والتعاون بين المغرب وأشقائه الأفارقة.
وهذا بيت القصيد فيما يجمع النادي والمنتدى من أهداف، وهو ما تطمح إليه دبلوماسيتنا لمواصلة اندماج المغرب بقوة في تطوير وتحديث مؤسسات الاتحاد الإفريقي، وتسخيرها فقط لتوطيد السلم والأمن والتضامن، وتعميق التعاون، وتحقيق التنمية المستدامة بين أعضائه.
ولا يسعني في الختام إلا أن أؤكد استعداد النادي لتقديم ما يتوفر عليه أعضاؤه من خبرة وتجارب، اكتسبوها بالممارسة المهنية في الحقل الدبلوماسي عموما وفي علاقات المغرب التاريخية والسياسية والاقتصادية والروحية مع أشقائنا الأفارقة، وترحيبه بالمساهمة في تبادل الخبرات مع المنتدى، والمشاركة الفعالة في نشاطاته القادمة.
والسلام